الخميس، 15 سبتمبر 2011

لا أستطيع الصمت أكثر من ذلك!

لا أستطيع الصمت أكثر من ذلك!
بقلم: جين دينيس إليوت

مقال نُشر في جريدة أخبار الخليج عدد اليوم.

أنا وافدة بريطانية عشت في البحرين عشرين عاما. أنا لست انسانة سياسية ولكن الأكاذيب والمعلومات المغلوطة التي تطلقها العديد من الجهات جائرة جدا ولا يمكن قبولها. لا يمكنني أن أجلس وأنتظر التأسف المتوقع من قبل الاعلام البريطاني واعترافهم بأنهم أخطأوا. فاختيارهم هو أن يبقوا صامتين وتجاهل الأضرار التي تسببوا فيها، ولكنني لا أستطيع ذلك من شدة سخطي لأنني آمنت فعلا بأننا البريطانيين وسطاء عادلون ينظرون الى جميع جوانب القصة. ولكن الآن انفجرت «مرارتي» وأنا في غاية الاشمئزاز وخيبة الامل. مظاهرة الدوار كانت افتراضيا للمطالبة بالوظائف والمساكن ومكافحة الفقر! والحديث عن الفقر هنا أمر مضحك! أخبروني.. أي دولة أخرى في العالم لا توجد فيها ضرائب، أو ضرائب القيمة المضافة.. ولديها مستشفيات مجانية وعيادات أسنان مجانية ودواء مجاني وتعليم مجاني ومنح دراسية للذين يحققون التفوق المطلوب ووقود رخيص ومواد غذائية وفواكه وخضراوات ولحوم مدعومة من الحكومة؟!
إن الأشياء المجانية بلا نهاية. وفواتير الكهرباء والماء تصدر ولكن البحرينيين غير مجبرين على دفعها فيواصلون استخدام هذه الخدمات مجانا لان العقوبات وفصل الخدمة لا يحدث.. وهذا أمر غير معقول! حتى انه يتم تفريغ حاويات القمامة لهم بصورة يومية مجانا وهذا شيء نحلم به في بريطانيا!
أغلبية المتظاهرين في الدوار كانوا من المذهب الشيعي ويمثلون نحو 30 في المائة من عدد السكان. وما يدعو للسخرية أكثر من ذلك هو ان الشيعة في البحرين من ضمن أغنى الناس على الجزيرة.. ان المتظاهرين في الدوار لم يكونوا يضحون بمنازلهم وراحتهم، فقد قاموا بنصب الخيام والتلفزيونات وأكلوا ثلاث وجبات كاملة مجانا يوميا.. إضافة الى الوجبات الخفيفة ونظموا احتجاجاتهم بمعدة ممتلئة عن طريق هواتف البلاك بيري.. يا لهم من أشخاص فقراء!! انهم لا يعرفون كم هم محظوظون! مثل كل بلد.. هناك الافقر والوسط والاغنى! والناس الذين يقعون في فئة الافقر عادة ما يكونون عائلات بها رجال لديهم أربع زوجات و30 الى 40 طفلا!! أليس هو واجب الاب تقليديا تعليم ابنائه واطعامهم؟ كلا.. إن الموقف هنا في البحرين كان أنه «خطأ الحكومة» التي يجب عليها ان تعطينا أشياء وخدمات أكثر مجانية!
وما لا يصدق أن الملك حاول استيعاب مطالبهم، ولكن عندما بدأت الاهداف تتغير كان من الواضح ان شيئا أكثر شرا كان على أجندتهم! ان رأي الاغلبية على هذه الجزيرة قد تم تجاهله كليا حتى اذا تجاهلتم رأي السنة تحدثوا مع البريطانيين والهنود والباكستانيين والفلبينيين والاوروبيين والامريكيين واليهود كبعض الجنسيات التي تعيش على هذه الجزيرة الصغيرة. وصدقونا اننا لدينا صوت، أم اننا لا نحسب؟! أم ان الحقيقة ليست مثيرة بما يكفي؟! أي حقوق انسان نملكها؟!! المشكلة هنا هو التدخل الايراني. ونحن الذين نعيش هنا نعرف ذلك، وأنتم تعرفون ذلك والعالم يعرف ذلك! اعترفوا بذلك، وادعموا هذه البلد بشكل ايجابي حتى تتقدم. وكل القصص الاخرى مجرد دخان للتغطية!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق