الأربعاء, 29/01/2014 - 9:18am
الكاتب:
فاتن حمزة
(مقال ممنوع من النشر)
" مافيا طيران الخليج !!!!! "
بقلم/ فاتن حمزة
تخبطات وفشل إداري ومالي وغياب رؤية إستراتيجية واضحة وخطط ثاقبة حولت شركة طيران الخليج إلى وكر لعصابات النهار ألحقت بالشركة خسائر صارخه لايمكن تفاديها، مبدده أموالها وأموال الشعب ليصبح العاملين المخلصين بها ضحايا بالتخلص منهم أوتعطيل ترقياتهم، وأصبح الرابح فيها هو السارق والمنحط أخلاقياً !!!
حرب نفسية يعيشها موظفين الشركة وخوف مستمر من فقدان وظائفهم التي ستمنعهم من تسديد إلتزاماتهم وستشتت عوائلهم، فهم مهددون وآخرون يسرحون ويمرحون بأموال النهب والتلاعب التي فاحت رائحتها، حياة الشركة أصبحت في خطر وشكوك كثيرة حول إحتمالية بقائها رغم استمرار تصريحاتها الزائفة عن جودة أدائها وقدرتها على تقليص خسائرها !!!
على الدولة اليوم محاسبة المتسببين في الفساد المستشري في الشركة، فإستمرارها بضخ مال الشعب دون محاسبة جادة لهم هو إستهتار واضح وغير مفهوم رغم إدراكها بتفاصيل كثيرة عن الفساد ومعرفتها بأسماء الكثير من المذنبين منهم !!!
إن بقاء الشركة اليوم أصبح مرهوناً بتصفيتها وإستئصال الخلايا السرطانية من جذورها، فالتلاعب وكثرة التجاوزات لابد أن يكون مدعوماً من جهات عليا تبارك شر أعمالهم، كما أن غياب المحاسبة والمسائلة إستطاع أن يوسع دائره المتمصلحين، لتصبح شركة "طيران الخليج" واحدة من أهم وأكبر الشركات من حيث الفساد المالي والإداري، ورمزاً لمفاهيمه التي نافست بها الكثير من الشركات وكانت المحصلة إنتكاسات عديدة وتدهور في أوضاعها المالية رغم إمكانياتها وقدراتها التي تأهلها في أن تكون من أبرز المنجزات الإقتصادية، ومصدر هام مدر للدولة يسهم في تحسين إقتصادها ورفع الميزانية العامة التي أصبحت بفعل التسيب غير قادرة على تأمين أبسط الحقوق للمواطن !!!
إن جهل الإدارات العليا بمجال الطيران سهلت مهمة العصابه في خداعهم، فكيف لموظف بسيط أن يستلم مرتب 3 وزراء، وعصابه أقلهم يستلم مرتب نائب أو وزير رغم إرتفاع مديونية الشركة والظروف المالية الصعبة التي تمر بها ؟!!
تُصرف أموال الشركة وأموال الدعم الحكومي على رواتب خيالية لايستحقونها مقارنة بطبيعة أعمالهم بحسب المقاييس المتعارف عليها، بينما يُحرم الموظفين من حقوقهم نظير سنوات خدمتهم ويُمنع عنهم الزيادات والترقيات رغم أحقيتهم لها !!!
إن تحسن أداء الشركة ورفع عوائدها يتطلب خطوة جادة للإصلاح يبدأ بمحاسبة رؤوس العصابة، وأن تتدارك الدولة مايمكن تداركه وتقدم كل ما بوسعها لتنتشل الشركة وتنقلها لبر الأمان ؟!!
إن "المافيا" المسيطرة على "طيران الخليج" تلعب دور مناقض بعيد تماماً عن مصلحة الشركة، فهم لا يكترثون لخسارتها ودمارها فالمركز والمصلحة قتلت إثرتهم وإنسانيتهم، ومع الأسف سياسة "شيلني وأشيلك" هي مبدأ أساسي تستخدمه في تعاملاتها، مستغلين نقص خبرات أعضاء مجلس الإدارة في المجال كوزير الأشغال، ووزير المواصلات، ورئيس في شركة ممتلكات وغيرهم ممن يشغلون مناصب بعيدة تماماً عن الطيران !!!
إن قناعة المتمصلحين في رفض الحكومة إغلاق الشركة مكنتهم من السرقة على نار هادئة، حتى توسعوا وشكلوا شبكة تشمل أشخاص مقربين وأصدقاء موالين لهم ويسيرون على نهجهم دون حسيب أو رقيب، ولإرضائهم وتوافق الأطراف لإتمام سير اللعبة تمت مكافئتهم من خلال فتح أقسام لاحاجه لها كي يتم تعيينهم كمدراء، وفي ظل مشاورات من أجل إقناع الإدارة العليا رفع الحظر عن التوظيف والترقيات للموظفين، إلا أنهم قاموا بترقية عناصر الشبكة مؤخراً مستغفلين الإدارة ومنتهكين حقوق الآخرين !!!
لقد توغلوا بجراءه وإستطاعوا من خلال خطط مدروسة تزييف الحقائق لتضليل الإدارة والإستمرار في إستنزاف الأموال، وسنحت للنفوس الأمارة بالسوء أن تفوز بالمقاعد، وأصبح سئ الخلق هو النموذج المحبب والصالح شيطان وعدو يصيبة سهام الغدر ليرى نفسه مرمي كالكلاب خارج الشركة من خلال أساليب خبيثة ومؤامرات دنيئه، كإستغلالهم للأزمة في البحرين للإستغناء عن خدماته، و من خلال مشروع التقاعد المبكر أو تهميشه بتعطيل ترقياته بحجج واهية، وآخرون فاق الفساد صبرهم فخرجوا بملئ إرادتهم رغم حاجتهم للوظيفه لعجزهم عن مقاومة الباطل ومواجهة الظلم المستحكم وكسر الإحتكار السائد المنافي لمبادئهم وتعاليمهم الدينية، كثيرون من غادروا الشركة والأسى والحسرة تملأ قلوبهم على ضياعها وسط غياب منقذين ينهضون بها ويعيدون المفاهيم الحقيقة للأمانه الوظيفية والمسئوولية، وخَلق صحوة يعثر المفسدين فيها على ضمائرهم التي تاهت في سوق الفساد ليتحقق حلم بقاء الشركة، وتبنى بيوت كادت أن تهد، وإنقاذ ضحايا غرقوا في وحل خيانتهم، كثيرين من الكوادر المخلصة غادروا رغم كفاءاتهم وقدراتهم في تحسين أوضاع الشركة، بدليل أن البعض يشغل الآن مناصب في شركات طيران وشركات أخرى إستطاعوا فيها تحقيق النجاح ومنهم من هو على إستعداد للرجوع فلِما لايتم إستغلالهم بحكم خبراتهم وإعادتهم لمناصبهم !!!
مافيا "طيران الخليج" ومن يتبعها بتقاسم السياسة التبادلية للمصالح، كشركة "باس" التي شهدت تجاوزات تشكل خطورة على سلامة الطائرات، علاوة على الخسائر الكبيرة وسوء الخدمات قد ساهم أيضاً في إتساع دائرة الفساد !!!
إن السكوت عن المهزلة سيزيد الوضع سوءاً، وشركة كطيران الخليج تمتلك مزايا مغرية كتخفيض تذاكر السفر أو إسقاط مبالغ الوزن الإضافي او نقل المسافر لدرجة رجال الأعمال وغيرها من الخدمات بإمكانها إستقواء كثيرين وشراء ذممهم !!!
نحن بحاجة ماسه لوجود لجنة مستقلة ومحايدة تتحقق من الخسائر المقدرة بالملايين التي تكبدتها الشركة، وبحاجة لإلحاح مستمر من "النواب" وإستغلال كافة أدواتهم الإنتخابية لإسترداد حق المواطنين، ومانتمناه أن تستعيد عاجلاً الشركة سمعتها ومكانتها وقوتها التنافسية التي لطالما كانت مشرفة وإستطاع أن يصل صداها إلى العالم .
