الأحد، 20 أبريل 2014

الراي العام يسأل اين الاستخبارات البحرينية ؟ منى علي المطوع


بقلم منى المطوع فارسة المحرق

تجتهد العديد من الدول في ايجاد سبل الوقاية من الارهاب قبل تطويقه ومحاصرته وانهاءه من خلال تقوية اجهزتها الاستخبارية التي تشكل العين الساهرة على حمايتها وتشكل صمام الامان لمنع تسرب العصابات الارهابية للبلد فالاجهزة الاستخباراتية القوية تجعل الدولة كما الحصن الذي يمنع تسرب اصحاب الاجندة الخارجية داخلها للتجنيد ضدها بالارهاب .

الراي العام البحريني اليوم يطرح ويتداول اسئلة لها وقع خطير وتأخذ منحنيات وابعاد ذات مؤشرات بالغة الخطورة حين يتساءل مع كثرة الاكتشافات عن التجنيدات السرية للخلايا المندسة بالمجتمع البحريني وتزايد الاعمال الارهابية هل اجهزة الاستخبارات البحرينية مخترقة ام ان هناك قصور في اداءها فيما يخص جانب استباق الاحداث الارهابية واحباطها قبل وقوعها ؟ لما لم يتم ضبط العصابات الارهابية المتسللة إلينا من الخارج والتي ظلت بيننا سنين طويلة تدرب وتجند الشباب البحريني حتى باتت الامور اليوم اصعب فيما لو تم ضبطها من البداية وابعادها عن استهداف الشباب ؟ واضح ان هناك تأخر في احباط المخططات الارهابية المراد تنفيذها في مناطق البحرين لذا ليس مستغربا ان نجد شريحة كبيرة من الراي العام البحريني تتساءل عن اسباب ضعف الجهاز الاستخباراتي في الدولة مع تزايد العمليات الارهابية التي تستهدف تفجير رجال الامن بالقنابل المحلية الصنع فيما يخص جانب الكشف الاستباقي لاماكن تفخيخ القنابل ومخططاتهم في جر رجال الامن إليها واحباطها قبل ان تتم .

لعل مثل هذه الاسئلة تستكمل سلسلة الاسئلة الاخرى المثارة هذه الفترة عن اسباب تخلف الجهاز الاستخباراتي لدينا عن كشف المخطط الارهابي الكبير الذي كان يحاك للبحرين من سنين وقطع الطريق امامه وتقييد مراحله التي تمكن قادة الارهاب من اجتياز بعضها حتى وصلنا الى مرحلة صناعة القنابل وتفجيرها بعد ان دربوا الشباب وانتهوا منهم وبقى فقط عليهم التنفيذ والتطبيق العملي .

عن اسباب تأخرها في الاستعلام عن ان العناصر الارهابية التي زعمت خروجها على دوار العار عام 2011 بدعوى التظاهر السلمي تماشيا مع موجه الربيع العربي والتي كانت جميع المؤشرات والمعطيات واضحة في انها تستغفل الراي العام الدولي ووسائل الاعلام العالمية وتتخذ من التظاهر السلمي شماعه تخفي ورائه مخططات للتفجيرات والانقلاب المسلح على الدولة ! هل الجهاز الاستخباراتي بالدولة لم يستعلم ان هناك تظاهرات مسلحة وارهابية ستنطلق مع انطلاقة الاعتصامات على الدوار والربيع العربي ؟ ما سبب تخلفه عن مواكبه حجم التجهيزات والتحضيرات وفرق العمل المعدة ؟ هل عدم منع اتجاههم الى الدوار يأتي من سياسة اظهار الوجه الحقيقي لهم امام العالم وكشفهم ام انه يكشف تأخر ركاب الاستخبارات لدينا عن اكتشاف حقيقة تظاهرهم وبالتالي احباطه وتوفير ما تم من تخريب وارهاب ؟

الجهاز الاستخباراتي تمكن مشكورا من ضبط مخطط تفجير المرفأ المالي ومطار البحرين الدولي الذي احضر على يد عنصر حزب الله اللبناني فادي برجاوي بالتعاون مع يوسف الحوري مؤسس مشروع القنابل في البحرين والذين جندوا ودربوا الشباب على صنع القنابل ومهارات تفخيخ المواقع لكن السؤال الذي يلقي بالضوء على منفذ الضعف الاستخباراتي لدينا كيف لم تكتشف الاجهزة الاستخباراتية لدينا منذ عام 2010 ما كان يقوم به هذين الثنائي الارهابي داخل البحرين ؟ لما لم تكشف الحوري وبرجاوي وتقوم بضبطهما قبل ان يدربوا الشباب علما ان الحوري له سوابق ارهابية في فترة احداث التسعينات وبالطبع هو معروف لديها فبالتالي موضوع مراقبته وتتبع تحركاته امر اسهل من السهل نفسه ؟ هل كانت استخباراتنا نائمة عنهما ؟ ثم لما لم تتصدى للشبكة الارهابية التي اصبحت متشعبه داخل البحرين والتي يديرها الحوري وهي ممتدة من فرع الخلية الارهابية في العراق ولبنان ومنها الى الام ايران وتركوا يدخلون ويخرجون بكل سهولة ويسر ليعيثوا القنابل والاسلحة ضد رجال الامن والمواطنين ؟

عمليات تفجير القنابل الارهابية التي تتم اليوم في شوارعنا ومناطقنا لم تهبط من السماء او جاءت مصادفة انما هناك مخططات ومراحل متتالية ومواعيد محددة لتنفيذها فهل اجهزتنا الاستخبارية نائمة ومتاخرة عن الاستخبار  ومعرفة عناصر العمليات التي ستقوم على التنفيذ والموقع والوقت المراد وضع القنبلة فيه وتفجيرها ؟ الاستخبار عن رجال الامن المستهدفين في الاوكار الارهابية الذين يباشرون حراستها ميدانيا وتوفير حمايتهم من خلال احباط مخططات قتلهم بدل ضبط من يقومون بتفجيرهم بالقنابل المفخخة لاحقا واكتشاف من وضعها لهم !! الفرق الارهابية الميدانية لتفخيخ المناطق هل الاستخبارات لديها علم باستمرارها في تدريب الشباب وتجنيد الاطفال الى يومنا هذا ام انها تواري الصمت عنها ؟ هل تمتلك معلومات مفصلة عنها وعن تحركاتها واوامرها الى عناصر الارهاب الميدانية المكلفة بتنفيذ التفجيرات وتتابعها ام انها تركنها جانبا كما ركنت مراقبة الحوري وبرجاوي حتى تمكنوا من تأسيس مشروع القنابل بايدي بحرينية متدربة ؟ هل احكمت بعد ازمتنا الامنية المنافذ التي من خلالها تتسلل عصابات الارهاب كما فعلت امريكا الديمقراطية بعد احداث 11 سبتمبر حين شددت الرقابة والتفتيش بطريقة تجاوزت مبادىء حقوق الانسان المدرجة عند المنظمات الحقوقية مع الرعايا العربية الوافدة إليها !


الراي العام البحريني يتساءل حول ان كان ضعف اداء الاستخبارات لدينا يأتي لوجود اختراق في احد جوانب اجهزتنا الاستخباراتية او لوجود مصالح ومغانم ولعبة فساد في هذه الاجهزة تتم جراء عدم كشف مخططات التفجير بل انتظار وقوعها ثم القيام بضبط العناصر الارهابية لنيل مكافئات التبيلغ والحصول على امتيازات وحوافز ؟ كلامنا هذا يأتي من كلام يتناقل ويتوارد ولا يعني بالطبع رمي الاتهامات او التشكيك في اداء الجهاز الاستخباراتي لدينا ولا كفاءته والامانة التي يتحلى افراده فيها انما هو ينقل تخمينات تشاع عند الراي العام قد تساهم في تسليط الضوء بدقة على مكامن الفراغ الموجودة علها تساهم في ردمها وانهاء الحلقة المفرغة هذه !

ردم الفراغ الموجود في الجهاز الاستخباراتي البحريني سيمكننا من اصابة عصفورين بحجر فهو لن يساهم في حفظ حياة رجال الامن فحسب بل حتى في منع تشكيك الراي العام البحريني في كفاءة هذا الجهاز وانهاء مسلسل الاشاعات والاقاويل المنتشرة ضده !

احساس عابر :

تتداول ادوات التواصل الاجتماعي هذه الايام تلميحات من قبل الاعلام الارهابي تحث وتشجع على اهمية استهداف مطار البحرين الدولي حيث يرون استهدافه احد اهم اسباب اضعاف النظام يكشف ان مخططات محاولة تفجيره لن تنتهي وتتوقف حتى وان ضبط واحبط مخطط تفجيره السابق الذي رسم بعناية في لبنان !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق