الثلاثاء، 6 مايو 2014

لا يا إعلام لم تكن برامجنا “مسيئة”!!



لا يا إعلام لم تكن برامجنا “مسيئة”!!
ليس هناك شيء اخطر من الخضوع والاستسلام لما يريده الاجنبي..

فقد علمتنا تجارب الدول العربية ان الخضوع والاستسلام لإملاءآت الاجنبي قد اودت بتلك البلدان وشعوبها الى نهايات مؤسفة وموجعة مازالت تلك البلاد تدفع ثمن اكلافها ولم نكن لنتوقع ابدا ان يكون خضوع وزارة الاعلام ذليلاً ومؤسفا ومستسلما لهذه الدرجة فقط لإرضاء الاجنبي والتزلف اليه في تلك الندوة التي نظمها وفد المفوضية الدولية لما يسمى بحقوق الانسان.. 

فتوصي الوزارة المعنية “الاعلام” مندوبها بوصف البرامج التلفزيونية الاكثر جرأة وجسارة في الدفاع عن تراب البحرين اثناء ذروة احتلال الدوار واحتلال المرفأ المالي واحتلال المستشفى المركزي “السلمانية” في المحاولة الانقلابية السوداء عام 2011 بـ “البرامج المسيئة” التي قدمها كوكبة من الاعلاميين الوطنيين الشرفاء وتصدوا من خلالها لهجمة خمسين فضائية اجنبية كانت مسخرة للانقلابيين للهجوم على البحرين والنيل منها.

ولأنني واحد من هذه الكوكبة الاعلامية الوطنية للانقلاب المدعوم بقوى اجنبية توسعية احتلالية معروفة بشهادة وبأقوال وزيرة الاعلام نفسها قبل وبعد توزيرها في عشرات المقابلات واللقاءات التلفزيونية والاذاعية والصحفية التي اجريت مع الوزيرة التي وصفت وزارتها الآن برامجنا في تلك الفترة السوداء بـ “المسيئة” ارفض هذا التوصيف جملة وتفصيلا مدعوما بالمواقف الجماهيرية العارمة والمحتشدة خليجيا وعربيا حول برنامجي الذي كنت اعده واقدمه اثناء المحاولة الانقلابية وبعدها.

وبالتأكيد فإن الوزيرة اذا كانت قد اوصت مندوبها لندوة الأجنبي بهذا التوصيف يصف به برامجنا فإنها تناقض نفسها بنفسها فقد كانت قبل توزيرها اثناء الازمة تزودني بالصور والفيديوهات والاخبار لأقدمها في برنامجي الذي اوصت مندوبها بوصفه ضمن برامج اخرى بالبرامج “المسيئة” التي تم ايقافها بعد 2011.

بل ان الوزيرة تناقض موقف قيادتنا الرشيدة التي نثق بها كل الثقة ونستمد منها التشجيع والتوجيه وهي القيادة التي اشادت أكثر من مرة في أكثر من لقاء ببرنامجي لجسارته وقوة منطقه وبراهينه الموثقة التي فضحت الانقلابيين وفضحت ارتباطاتهم بالأجنبي.

لقد كانت البحرين آنذاك تمر بمرحلة انقلابية خطيرة تم اثناءها اعلان “الجمهورية” البديلة للنظام وعلى إثرها تم شنق مجسمات القيادة ورفع شعار اسقاط النظام ووصف امين عام الوفاق المدعو علي سلمان حكومة البحرين بأنها “حكومة سودة وجه” وهو تعبير شعبي سائد معروف فيه المعنى “لسواد الوجه”..!

كما تم اختطاف رجال الامن كرهائن في الدوار الذي جاء الامر من قيادته للزحف واحتلال المرفأ المالي الشريان الاقتصادي الاهم وقطع طريق المطار بعد احتلال السلمانية المستشفى المركزي الوحيد آنذاك في البلاد..

كما تمت الدعوة لتعطيل المدارس والمصانع والاعمال وقطعت الشوارع الرئيسية وهي قصبة الحركة والنشاط اليومي بشاحنات كبيرة وضعت على الطرق فأصاب بلدنا شلل تام في محاولة واضحة لاسقاط النظام.

 فهل كان المطلوب من الاعلاميين الشرفاء والوطنيين الاختباء والهروب من المواجهة كما فعل بعض المتحذلقين والمنافقين الذي خرجوا الان من تحت اللحاف ونصبوا من انفسهم الهاربة من المواجهة من الدفاع كحكماء اللحظة وكمندوبين للعناية الالهية وهي مفارقة مؤسية ومؤسفة تراجعنا فيها ارضاء ونفاقا للأجنبي الذي لن يرضى عنا ابدا وسيستغل استسلامنا وتوصيفنا لبرامجنا الوطنية الشجاعة بـ “المسيئة”!! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق